عندما يعشق الفتى

عندما يعشق الفتى : يتحول الى زاهد في الدنيا ،زاهد في الناس
,زاهد في كل الملذات

,لا يرى الفتى الا محبوبته في كل الوجوه التي يقابلها
.يرى وجهها في كل شيء.
يراها جواره يرى طيف يديها في يديه.يرى عينيها ,يرى اهدابها ,يرى
خجلها ، يرى ابتسامتها .
يراها كاملة من كل الوجوه.ما من شيء الا ويراها فيه ,يراها قبله ,يراها
بعده , يراها فوقه , يراها تحته ,
يشم رائحتها وكأنها عطر لم يخلق من قبل ,عطر لم يخلق الا لها ليكون
فيها ,
يراها مخلوق شفاف , يراها طفلة في ضحكاتها ,يراها امرأة شامخة في نضوجها
وأنوثتها.

عندما يعشق الفتى تتحول الدنيا كلها في اتجاه واحد هو اتجاه حبيبته ,تصبح
أهم نقطة في طرقه كلها بيت حبيبته ،
تصبح حبيبته رغبته ومقصده ومحور تفكيره ومنتهى مصيره وطموحه ، معها يصبح
رغم قسوته رقيقا ،يكتشف في نفسه وجوها اخرى لم يكن يعلمها.
معها تصبح جميع امكانياته في أعلى وأشد درجات النضوج . يتحول الفتى عندما
يعشق الى فارس مغوار لا يمكن لأحد ان يمس حفنة تراب خطت عليها محبوبته
بسوء.
عندما يعشق الفتى يجد نفسه قادرا على تحدي كل شيء ،قادرا أن يقف في وجه
أي شيء ،قادرا أن يهزم أي شيء ، عندما يعشق الفتى يجعل من لا شيء كل شيء
ومن كل شيء لا شيء.
عندما يعشق الفتى تدمع عيناه ، يخفق قلبه ، تقل ضحكاته ، تكثر ابتساماته
بدون سبب ، تسقط دموعه بدون سبب . يعطف على الضعفاء ، يصبح متواضعا ،
يدعو الله لها وله ولهما معا
عندما يعشق الفتى يصبح فنانا ، يصبح شاعرا ، وقبل كل هذا يصبح انسانا.